beforeheader desktop & mobile

beforeheader desktop & mobile

afterheader desktop & mobile

afterheader desktop & mobile

سوريا: الدروس العشرة التي لم يفهمها بشارالاسد

الشلل الذي تظهره السلطات السورية حيال مطالب الناس، ينم عما هو أخطر. فالنظام عاجز ومشلول؛ عاجز عن الإصلاح عجزه عن الفهم. وهو ما يدفع به الى المزيد من ممارسة العنف، وبالتالي الى المزيد من الشلل. والشلل جزء من الفشل.

 

الخشية الكبرى هي ان تسير سورية في طريق تخسر فيه الاستقرار وتتحول السلطة فيها الى سلطة جلاوزة يحكمون بالحديد والنار. وفي النهاية فان النتيجة ستكون واحدة.
وثمة فوق الفشل في السياسة، فشل في الذهن، وفشل في الفهم.
العالم الذي نعيش فيه لم يعد يستوعب الطغيان. هذا درس أول لم يستوعبه أركان النظام في دمشق.
وهو عالم لم يعد قادرا على التعايش مع اعمال الانتهاكات. فالأبواب التي تستر الفضيحة لم تعد قابلة للإغلاق، وبدلا من الباب الواحد، صار لها ألف باب. هذا درس ثان.
والسلطة لم يعد بوسعها ان تتحكم بالإعلام. هناك اليوم اعلام اجتماعي واسع النطاق يوفر بدائل للمعلومات. وبدلا من الحزب السياسي المغلق، صارت وسائل التواصل مفتوحة لكل الناس، والضمير الجمعي هو ما يبني الصلات بينهم. هذا درس ثالث.
مصالح العالم إذا كانت مترابطة، فان هذا الترابط يجلب معه مسؤوليات حيال ما يرتكب ضد الناس. هذا درس رابع.
إذا كان من مصلحة الغرب، في السابق، أن يحمي ويسند دكتاتوريات الفساد، فان المعادلة انقلبت عندما بدأ الناس يفرضون إرادتهم. وصار الغرب مضطرا لركوب الموجة، لكي لا يخسر مصالحه التي سيقررها الناس. هذا درس خامس.
وعندما ينهار جدار الخوف، فان كل الخيارات الأمنية تكون قد سقطت وأصبحت خارج التاريخ. وهو ما يعني ان الدبابة سقطت حتى قبل أن تخرج من الثكنات. وهذا درس سادس.
والقهر عندما يبلغ حدا، فانه يوحد الناس، ووسائل الفرقة والتمزيق لا تعود تفعل فعلها. هذا درس سابع.
والفساد قد يمكنه شراء بعض الناس، إلا انه، بسبب طبيعته بالذات، لا يمكنه شراء كل الناس. وهذا درس ثامن.
وتستطيع أن تقتل وتعتقل لتخيف. ولكن عندما يفشل القتل والاعتقال في تحقيق الهدف منه، فانه ينقلب وبالا على سلطته. وهذا درس تاسع.
والعاشر، إن الذين يعيشون بوسائل القمع قد يلجأون الى السلاح، ولكن ليس لأنهم أقوياء، بل لأنهم ضعفاء. ويعانون من الخواء. ولا يملكون لستر عارهم إلا نشر البلاء.
فاذا كنت واحدا ممن لم يفهموا هذه الدروس العشرة، فليس كثيرا عليك ان تتهم بالغباء. وسياستك إذ تورث الناس المرارة والشقاء، فانها لن تمنعهم من مواجهة الظلم بالشهداء. وقيادتك المظفرة التي سارت بالبلاد من الوراء الى الوراء، قد تغريك البطش وتزيل من جبينك الحياء، ولكنها لن تسدد النقص الفادح في كالسيوم الذكاء.
فإذا كنت لم تفهم إن فضيحة سلطتك باتت في العراء،
فبأي آلاء ربك تراهن على البقاء؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد