الحائرة ع: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني في الله .... انا فتاه ابلغ من العمر 23 عاماً من الاردن عمان العاصمه عشت حياتي في سجن مفتوح وهو انني لم اكمل تعليمي الى حد الصف العاشر اعدادي رغم تفوقي في دراستي. وكان قرار والدي واخواني كي لا انظر الي العالم كما البنات الاخريات واستمرت حياتي في البيت مع حظر الحياه عليه ممنوع الخروج من المنزل وممنوع ، وممنوع ، وممنوع، وظلم لا يخطر على قلب بشر.
مع العلم بأنني الفتاه الوحيده لأهلي، وكل اخواني شباب وأشعر بحرمان عاطفي وحنان محرومه منه من ان خلقت لا اعرف لماذا ولا السبب وتمنيت ان يتقدم لي اي شخص مهما كان بهدف ان اخرج من المنزل واعيش كما الناس ولم ينتهي عذابي هنا فلقد اصبحوا يتدخلون بي بكل صغيره وكبيره ولا يتركون لي الحريه الشخصيه حتى الخصوصيه انا مقهوره والله والله اني اتألم كل يوم الف مره وكم تمنيت ان انام يوم دون ان ابلل الوساده من دموعي ماذا افعل وكيف اخرج من ما انا فيه ولا ارى نفسي متزوجه ولا ارى نفسي في الفستان الابيض لانهم بكل بساطه لا يراني العالم ليخطبوني فأنا مسجونه في بيتي ولا يعرفني احد ولا اعرف احد ماذا افعل اخبروني بالله عليكم اخبروني .....
عزيزتي الحائرة: لا شك أن حياتك من الناحية النظرية هي حياة صعبة، فلفتاة لم تخلق كي تبقى سجينة داخل بيتها، وحبيسة المنزل، سواء كان بين اهلها او حتى زوجها، لكن لابد لنا من تقديم شرح موضوعي لمشكلتك، فمن الواضح أن عائلتك تخاف عليك خوفاً شديداً، يصل حد السجن الإجباري في معظم الأحيان.
عزيزتي، لقد أصبح بعض الأهل يعتمدوا في معظم الأحيان التطرف في التربية لأبنائهم، إن عن طريق "إرخاء الحبل" بشكل كامل لأولادهم، أي إعطائهم الحرية الكاملة دون رقيب أوحسيب وهذا بالطبع أن يخلق حافز أكبر لدى أهل متحفظين ليزيدوا في ضغطهم على أطفالهم.
نحن بالطبع لا نبرر لعائلتك عدم السماح لك بإنهاء دراستك، فهنا يأتي دورك لإثبات مدى أهليتك لتحمل هذه المسؤولية، مع العلم أن التعليم هو حق أساسي لك مثل حق الطعام والشراب، لكن في ظروف كظروفك لابد لك أن تعتمدي اللين، والحنكة في التعاطي مع اهلك، لابد لك أن تحاولي ان تقنعيهم بمدى أهمية العلم بالنسبة لك، حتى لو بدأتي بالدراسة عبر الإنترنت، حيث من الممكن أن يقدموا بعض التنازلات من وجهة نظرهم، عندما يرون أهمية الدراسة بالنسبة لك.
عزيزتي، لا بد من التنويه بشدة إلى خطورة تفكيرك بما يتعلق بالزواج من أي شخص قد يتقدم لك، فهذا ليس الحل على الإطلاق، لأنه ليس هناك أي شخص حريص على مصلحتك كأهلك ولو كانت طريقتهم قاسية نوعاً ما في إظهار هذا الإهتمام، فالزواج إن لم يكن على أسس قوية عمادها الحب والتوافق والعقل، لا بد ان يفشل، وليس هناك أقسى من الصدمة التي تلي الططلاق أو الفشل بالزواج ، لا سمح الله.
لا بد لنا أيضاً، ان نذكرك مدى أهمية التقرب من والدتك، فهي الوحيدة التي يمكن ان تضغط على العنصر الرجالي في عائلتك، بشكل إيجابي طبعاً، حيث أن مطالبك طبيعية جداً، ولا تمس بقيمنا الإجتماعية، والدينية، بأي شكل من الأشكال.
عزيزتي، لابد لك أن تدرك أيضاً ان العيش كفتاة وحيدة في عائلة كلها رجال، يشكل ذلك عبئأ كبيرة على الجميع، فلست أنت الوحيدة التي تعاني من هذه الدوامة، فهم ايضاً يشعرون بالضغط الكبير، خوفاً عليك والجميع يريد حمايتك. لا بد لنا عزيزتي أن نشكر لك ثقتك الكبيرة بجريدة "محمدية بريس" على أمل أن تكتبي لنا المرة القادمة من على مقاعد الدراسة الجامعية.